بول رينولدس
بي بي سي - لندن
|
كان من الشجاعة ان تخوض حملتها الانتخابية رغم التفجيرين الانتحاريين الذين اوقعا اكثر من 130 من انصارها لدى عودتها الى البلاد
|
يعتبر اغتيال بنظير بوتو ضربة قاصمة، بل قد تكون قاضية، للآمال الدولية في ان تعيش باكستان حالة من الاستقرار، حيث زادت مخاوف انفجار الوضع في البلاد مرة اخرى.
وهذا الاغتيال ايضا ضربة موجعة للـ"حرب على الارهاب" التي تشنها الولايات المتحدة التي كانت تعتمد بشكل كبير على اعادة الديموقراطية الى باكستان لتوفير طريق بديل عن التشدد والصراع المسلح.
وهذه الاستراتيجية الآن في خطر كبير، فمقتل بنظير بوتو جاء قبل الانتخابات التي كانت مقررة في الثامن من يناير كانون الثاني.
بالطبع، كان من الشجاعة ان تقرر بوتو خوض حملتها الانتخابية رغم التفجيرين الانتحاريين الذين اوقعا اكثر من 130 من انصارها لدى عودتها الى البلاد في اكتوبر تشرين الاول، لكن يبدو ان هذا القرار كان استخفافا بعزم من يريدون نهايتها.
وكانت قد وجهت اصبع الاتهام في محاولة الاغتيال الاولى الى متشددين اسلاميين، وهم الآن قد برهنوا على قدرتهم على ايقاع البلاد في الفوضى بدون هوادة.
ولحد الآن، كان الهدف بصفة عامة جلب الاستقرار للبلاد، فالرئيس برفيز مشرف سمح لبوتو والمعارض المنفي الآخر، نواز شريف، بالعودة الى البلاد للترشح للانتخابات، كما تنازل عن بذلته العسكرية ليصبح رئيسا مدنيا.
خطر حكم عسكري
كما انه حدد موعدا للانتخابات البرلمانية ورفع حالة الطوارئ، مما انعش الآمال في ان يهدأ التوتر شيئا فشيئا وان يتغلب الجيش على المتشددين.
فوضع حد لتلك المواجهة ليس حيويا بالنسبة لباكستان فقط، بل ايضا لمستقبل افغانستان، فمن باكستان يشن المسلحون الموالون لطالبان هجماتهم على القوات الحكومية الافغانية وقوات شمال حلف الاطلسي هناك.
أما الآن، فاذا رأى مشرف ان تلك المقاربة غير ناجحة، فقد يخضع البلاد لحكم عسكري كما حدث مرارا في تاريخ باكستان.
ربما لم تكن بوتو الدواء لعلل باكستان، فخلال ولايتيها كرئيسة للوزراء اعتبرها الكثيرون سلطوية ومثيرة للانقسامات في البلاد.
لكنها كانت سياسية محنكة وشخصية مهمة للغاية في في هذه المرحلة من حياة البلاد السياسية، وربما كانت لتزود باكستان بالوسائل اللازمة للتغيير.
AZ-OL