اختتم المرشحون الى الرئاسة الفرنسية سباق الاميال الاخيرة من اجل الفوز باصوات الناخبين الذين لم يقرروا اتجاه تصويتهم بعد، والذين قدروا بثلث عدد الناخبين المسجلين على اللوائح الانتخابية.
ويمنع بعد ذلك أي نشاط يندرج في خانة الحملة الانتخابية أو استطلاع الرأي.
واظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة انه من بين المرشحين الـ12 الذين سيتبارون في الدور الاول للانتخابات يوم الاحد اربعة فقط لديهم حظوظ بالانتقال الى الدور الثاني الذي سيتبارى فيه مرشحان فقط، وهم مرشح اليمين نيكولا ساركوزي ومرشحة اليسار سيغولين رويال ومرشح الوسط فرانسوا بايرو ومرشح اليمين الأقصى جان ماري لو-بين.
واظهر استطلاع للرأي اجراه المجلس الاعلى للمرئي والمسموع في فرنسا ان ساركوزي سيفوز بـ27 بالمئة من اصوات الناخبين بينما ستفوز رويال بـ26 بالمئة.
وتقول مراسلة بي بي سي في باريس كارولاين وايات إن ساركوزي ورويال، وهما الأوفر حظا لم يتمكنا من جذب الناخبين الوسطيين بشكل كاف، ما انعكس شعبية زائدة لدى بايرو جعلت من الصعب التكهن بنتيجة المرحلة الأولى.
وأمام حوالي 12 ألف من مؤيديه في مدينة مرسيليا قال نيكولا ساركوزي مرشح اليمين: "عليك أن تكون قادرا على الحب من أجل أن توحد الشعب الفرسني وتتكلم باسمه."
أما مرشحة الاشتراكيين سيغولين رويال فأطلت على مؤيديها في مدينة تولوز غربي فرنسا وبصحبتها رئيس الوزراء الإسباني الاشتراكي خوسيه ليوس ثاباتيرو.
وأمام حوالي 15 ألفا من مؤيديها، تعهدت بالعمل على التوصل إلى "فرنسا أكثر إنصافا وقوة."
وأضافت: "(نريد) فرنسا لا تميز ضد ساع وراء وظيفة لأنه لا يمتلك لون البشرة الصحيح، أو الاسم الصحيح، أو عنوان السكن الصحيح. هذه ستكون المعركة."
أما في بلدة باو فقال مرشح يمين الوسط فرانسوا بايرو إنه قلق من تصاعد التوترات في البلاد، مضيفا: "أريد أن تكون فرنسا آمنة وهادئة."
أما مرشح الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة، جان ماري لو بين فتحدث في مدينة نيس واعتبر أن "موجة وطنية ضخمة ستجرف الأوليغاركية."
يذكر أن لو بان حصل على المرتبة الثانية في الانتخابات الرئاسية عام 2002.
الاستطلاعات
وأظهرت الاستطلاعات الأخيرة بأن مرشح يمين الوسط بايرو تراجع إلى المرتبة الثالثة بـ 15% في المسح الذي قام به معهد (بي في أيه) الفرنسي لاستطلاع الرأي.
إلا أن نصف عدد الفرنسيين اللذين لهم الحق في الانتخاب لم يحسموا بعد لمن سيصوتون يوم الأحد المقبل حيث ستجرى الجولة الأولى من الانتخابات.
أما الجولة الثانية، فمن المقرر إجراؤها يوم 6 مايو/ آيار المقبل.
المرشحة الاشتراكية تعهدت بالعمل لتقوية فرنسا
|
صعب التكهن
ويقول مراسل بي بي سي في باريس، أليستر ساندفور، إن العديد من الناخبين لم يقرروا بعد لمن سيصوتون، فيما نزل المرشحان المتقدمان الأولان، ساركوزي وروايال، بالتهم على منافسهما بايرو، كل يتهمه بالانتماء إلى كتلة الأخر.
يذكر أن أكثر من مليون ناخب جديد سجلوا أنفسهم مؤخرا، وهذه أكبر زيادة تشهدها فرنسا في عدد الناخبين منذ 25 سنة، أغلبهم شباب يعيشون في الخارج، بحيث يصعب تكهن لمن سيصوتون، وفقا لمراسلة بي بي سي أوانا لونجينسكو المختصة في الشؤون الأوروبية.
والتطور الجديد الأخير في هذه الانتخابات هو إدخال التصويت الالكتروني في بعض المقاطعات الفرنسية، الأمر الذي أثار انتقاد الاشتراكيين والبعض الأخر من الأحزاب المعارضة واصفين هذه التكنولوجيا بأنها وسيلة خطيرة لا يمكن الاعتماد عليها.
ومن المقرر أن يستخدم هذه التقنية الجديدة حوالي 1.5 مليون ناخب فرنسي.
ويقول ستة من بين كل عشرة ناخبين إنهم لا يثقون لا في اليسار ولا في اليمين لحكم البلاد، فيما أعرب فرنسي من بين كل ثمانية عن استعداده لتغيير ولائه السياسي، على حد قول المراسلة.
وبينما تأمل روايال في أن تصبح أول امرأة تترأس فرنسا، يبدو انها لا تستطيع ان تعتمد على الناخبين اليساريين الذين تصفهم عمليات سبر الآراء بأنهم أكثر الذين يغيىون رأيهم في فرنسا.
كما أن روايال تواجه خطر ووجود عدة منافسين يساريين ممن قد يتخلون على دعمها.