مفتي أستراليا يطلب اجازة بعد تصريحات مثيرة للجدل

يصاب بإغماء قبل اجتماع حاسم تقارير إخبارية بالفيديو

طلب مفتي أستراليا، الشيخ تاج الدين الهلالي، اجازة مفتوحة عن أداء مهامه وذلك بعد إيقافه عن العمل لثلاثة اشهر عقب إدلاءه بتصريحات شبه خلالها النساء اللواتي لا يرتدين ملابس لائقة بـ"اللحم المكشوف" مما أثار جدلا كبيرا.

وقال الهلالي في بيان تلي نيابة عنه إنه طلب "إجازة مفتوحة" من مسجد لاكيمبا بسيدني.

كما كرر اعتذاره عن تصريحاته التي قال فيها إن بعض النساء يجذبن المغتصبين بطريقة لباسهن.

وكان الشيخ قد أدخل المستشفى بعد أن عانى من آلام في صدره مؤخرا.

واغشي على الشيخ خلال لقاء جمعه ورابطة الجالية اللبنانية المسلمة في استراليا الإثنين.

وقال الأطباء إن حالته مستقرة غير انه ينبغي له البقاء في المستشفى لثلاثة أيام على الأقل.

وخارج المستشفى، تلى احد اعضاء الرابطة بيان الشيخ الذي قال فيه "إنالضغط الذي واجهه خلال الأيام الماضية ترك أثرا على صحتي، وأسأل الجمهور أن يمنحوني واسرتي بعض الخصوصية والوقت والمجال للراحة."

عقب قرار الإيقاف

وعقب صدور القرار بإيقافه قالت جمعية جامع سيدني ان هذا التوقيف سيسمح للشيخ الهلالي بإعادة التفكير بتأثير كلماته.

إلا أن رئيس الوزراء الأسترالي جون هاورد اعتبر أن هذا الإجراء ليس كافيا.

وقال في حديث للإذاعة الأسترالية: "أعتقد ان ما قام به غير مقبول وخارج جدا ليس فقط عن الرأي السائد عند الأستراليين وإنما أيضا عن الرأي السائد لدى المسلمين".

أعتقد ان ما قام به غير مقبول وخارج جدا ليس فقط عن الرأي السائد عند الأستراليين وإنما أيضا عن الرأي السائد لدى المسلمين جون هاورد - رئيس وزراء أستراليا

وقد دعت الكثير من الشخصيات ومن بينها زعماء مسلمون إلى طرد المفتي.

اعتذار

وكان مفتي أستراليا قد ادلى بتصريحاته المثيرة للجدل بشأن لباس المرأة في خطبة تحدث فيها أمام 500 مصل في سيدني الشهر الماضي، خلال شهر رمضان.

إلا أن إعادة نشر هذه التصريحات من قبَل صحيفة "الأسترالي" في عدد يوم الخميس هو الذي أدى إلى انفجار موجة الغضب.

وجاء في هذه التصريحات: "اذا وضعت لحما مكشوفا في مكان ثم جاءت القطط وأكلته، فخطأ من يكون هذا ؟ القطط أم اللحم المكشوف ؟ إن اللحم المكشوف هو المشكلة"

غير ان الشيخ الهلالي اعتذر عن هذه التصريحات التي قال إنها حُرّفت ولم تُقرأ في سياقها الصحيح.

وقال في بيان أصدره الخميس: "إنني أعتذر بدون تحفظ لأي امرأة أساءت إليها كلماتي. لقد كنت أرمي فقط إلى حماية شرف المرأة وهو ما غاب عما عرضته الصحف الاسترالية لكلامي".

وأضاف: "للمرأة في المجتمع الاسترالي الحرية في ارتداء ما تختاره".

غير انه أعلن عن عدم نيته الاستقالة.

وأعلن رئيس جمعية الجامع: "نعتقد أن الابتعاد ثلاثة أشهر عن الخطبة سيُعطيه الوقت الكافي ليُفكّر مليا بما قاله".

إلا أن أستراليين كثيرين آخرين اعتبروا أنه لا بد من اتخاذ تدابير إضافية ضد الشيخ الهلالي.

وقال المنسّق الفيديرالي للتمييز الجنسي برو غوارد: "أعرف تماما كم ان العديد من المسلمين قد تضايقوا جدا من هذه التصريحات وكم اعتبروها مسيئة للعلاقات الاسترالية- الإسلامية".

وأضاف: "أعتقد انه لا يجوز تخفيف الضغط عن الشيخ الهلالي لمجرد موافقته على التزام الصمت لثلاثة أشهر".

يُذكر أن الشيخ الهلالي الذي وُلد في مصر ويبلغ 46 عاما قد أثار جدلا كبيرا في السابق عندما ادّعى في خطبة ألقاها في العام 2004 أن هجمات 9/11 في الولايات المتحدة كانت "عقاب الله ضد المضطهدين".

اعتبر ويليامز أن المجتمع الخالي من الشارات الدينية العامة هو مجتمع خطر سياسيا

رئيس أساقفة كانتربوري

في سياق آخر، حث زعيم الحركة الانغليكية العالمية رئيس أساقفة كانتربوري روان ويليامز السياسيين البريطانيين على عدم التدخل في حق الأشخاص بارتداء شعارات دينية ظاهرة كالعمامة أو النقاب أو الصليب.

واعتبر ويليامز في مقال نشره في صحيفة الـ"تايمز" البريطانية أن المجتمع الخالي من الشارات الدينية العامة هو مجتمع خطر سياسيا، مشيرا إلى انه في هذه الحالة قد تتصرف الدولة كسلطة تفصل بين ما هو مسموح به وما هو غير مسموح به.

وجاء موقف رئيس أساقفة كانتربوري ردا على الجدل الواسع الذي يشغل بريطانيا حاليا بشأن حق المسلمين في ارتداء النقاب.

وكان الوزير جاك سترو قد اعتبر مؤخرا أن النقاب يحد من الجهود لتحسين العلاقات بين المجتمعات والطوائف.