عرضت روسيا مكافأة 10 مليون دولار لمن يساعد في القبض على باساييف
|
قال زعيم الانفصاليين الشيشان شامل باساييف إنه نظم الهجوم على مدرسة بيسلان الروسية والذي راح ضحيته 320 رهينة على الأقل الكثير منهم من الأطفال.
وفي رسالة نشرت على الموقعين الرئيسيين للانفصاليين الشيشان على شبكة الإنترنت قال باساييف إن كتيبة انتحارية نفذت الهجوم على المدرسة الواقعة في شمال اوسيتيا.
كما أعلنت الرسالة المسؤولية عن تفجير طائرتين مدنيتين روسيتين فضلا عن تفجير بمحطة لمترو أنفاق موسكو هذا الصيف.
وكانت روسيا قد عرضت مكافأة قدرها عشرة ملايين دولار نظير القبض على باساييف الذي وصف مسؤول أمريكي الأفعال المنسوبة إليه بأنها "غير إنسانية".
 |
أي شخص يقدم على استغلال الأبرياء لأهداف سياسية لا يستحق الوجود
|
فقد قال نائب وزير الخارجية الأمريكي ريتشارد أرميتاج خلال زيارة لبولندا "أما عن بيان باساييف الذي يتباهى فيه بمذبحة بيسلان، فقد ثبت دون أدنى شك أن الأمر غير إنساني".
وتابع قائلا "أي شخص يقدم على استغلال الأبرياء لأهداف سياسية لا يستحق الوجود".
وقد نفى أصلان مسخادوف، الزعيم الشيشاني الرئيسي المتمرد، أي صلات بحصار المدرسة الذي استمر ثلاثة أيام وانتهى بمذبحة.
"كتيبة من الشهداء"
وقد نشرت رسالة باساييف الجمعة على موقعي شيشان برس ومركز القوقاز، وهما الموقعان الرئيسيان للمتمردين الشيشان على الإنترنت.
 |
بأشد وقاحة يتهمنا بوتين الآن أيضا بالإرهاب الدولي ويناشد العالم المساعدة
|
ويقول ستيف روزنبرج مراسل بي بي سي في موسكو إنه ليس من قبيل الدهشة أن يرد إعلان بالمسؤولية عن الهجوم من جانب زعيم الحرب باساييف، الذي يعد المطلوب الأول لدى روسيا الآن.
وقد قال باساييف إن "كتيبة رياض الصالحين للشهداء" نفذت الهجوم على المدرسة وغيره من الهجمات.
وحدد باساييف قائد الهجوم في بيسلان بأنه "الكولونيل أرستخوييف" وقال أن 31 شخصا من مجموعات عرقية مختلفة في روسيا انخرطوا في الهجوم إضافة إلى "اثنين من العرب".
وأضاف أن الهجوم شمل 12 رجلا شيشانيا وامراتين شيشانيتين.
"مصاص دماء"
وجاء في الرسالة المنسوبة إلى باساييف أنه إذا سحبت روسيا قواتها واعترفت باستقلال الشيشان، فإن الشيشان لن يدعم ولن يمول المجموعات التي تقاتل روسيا.
 |
الهجمات التي وقعت مؤخرا
3 سبتمبر: مقتل 320 على الأقل خلال النهاية الدامية لحصار مدرسة بيسلان
31 أغسطس: مقتل 10 أشخاص خلال تفجير انتحاري خارج محطة بمترو أنفاق موسكو
24 أغسطس: مقتل 89 شخصا في تفجير طائرتي ركاب بعد الإقلاع بوقت قصير من نفس المطار بموسكو، فيما يشتبه أنه كان عملا انتحاريا
|
وأضاف ""بإمكاننا ضمان امتناع كافة مسلمي روسيا عن الوسائل المسلحة للكفاح ضد الاتحاد الروسي، على الأقل لعشر سنوات أو خمس عشرة سنة، شريطة احترام حرية الدين (حسبما يضمن الاتحاد الروسي)".
وقالت الرسالة إن الشيشان ستنضم إلى كومنولث الدول المستقلة، وهو تحالف فضفاض من الجمهوريات السوفيتية السابقة.
وقد ألقى باساييف باللائمة على بوتين في وقوع وفيات في عملية المدرسة، وهو ما وصفه بـ"المأساة البشعة"، التي قال باساييف إنها وقعت فقط عندما اقتحمت القوات الخاصة الروسية المبنى في الثالث من سبتمبر/أيلول الجاري.
غير أن بوتين ومسؤولين آخرين قالوا مرارا إنه من أجل تجنب وقوع حمام دم، فإنهم لم يخططوا لاقتحام المدرسة، حيث قام المهاجمون بزرع قنابل وألغام تحيط بنحو 1200 من الرهائن.
ووفقا للمسؤولين الروس ولشهود العيان فقد فتحت القوات الروسية الخاصة النار بعد أن وقعت انفجارات داخل المدرسة، وبدأ المتطوعون المسلحون إطلاق النار.
وأصرت روسيا على أن قواتها الخاصة لم تتدخل إلا حينما بدأت المتفجرات التي زرعها الخاطفون في الانفجار داخل المدرسة وحاول الأطفال النجاة بأنفسهم عن طريق الجري.
وقال باساييف "بأشد وقاحة يتهمنا بوتين الآن أيضا بالإرهاب الدولي ويناشد العالم المساعدة".
ووصف بوتين بأنه "مصاص دماء" واتهمه بالرغبة في "إرضاء طموحاته الإمبراطورية والإبقاء على وظيفته".
وأضاف "إنه يريد أن يربط بقية العالم بالدماء التي سالت في بيسلان.. غير أنه ينسى في الوقت ذاته أن "الشيشان شأن داخلي لروسيا" ".
حملة أمنية
وقد أعلن الرئيس الروسي عن تغييرات أمنية وسياسية واسعة النطاق في أعقاب هجوم بيسلان، حيث أغلق الحدود في منطقة القوقاز وكشف عن خطط لإعادة المزيد من الصلاحيات للكرملين.
وقال بوتين إن الخطط، التي تشمل قيام الكرملين بتعيين الحكام الإقليميين بدلا من انتخابهم في مناطقهم، ضرورية لتمكين روسيا من قتال الذين قال إنهم "يريدون للبلاد التفكك، وللحكومة الانهيار ولروسيا الفناء".
غير أن الرئيس السابق بوريس يلتسين وجه انتقادات لبوتين وقال إنه لا يتعين أن يسمح الروس لبلادهم بالخروج عن الدستور الذي تم العمل به خلال رئاسته عام 1993.
وقال يلتسين في مقابلة نشرتها صحيفة موسكو نيوز "إن خنق الحريات وسحب الحقوق الديمقراطية سيعني، بين ما يعنيه، أن الإرهابيين قد انتصروا".
ويقول مراسلنا إن هذا أول تعليق هام يدلي به يلتسين منذ سلم السلطة إلى بوتين قبل خمس سنوات.