كشمير مصدر توتر دائم بين الجارين النوويين
|
رحبت كل من واشنطن والأمم المتحدة بالعرض التاريخي الذي تقدم به الرئيس الباكستاني برفيز مشرف، يوم الخميس، والذي يقضي بتنحية مطلب اسلام آباد بشأن اجراء استفتاء في كشمير المتنازع عليها.
وربما يمثل هذا الاعلان خروجا عن الموقف الباكستاني الثابت بضرورة إجراء استفتاء يقرر فيه الكشميريون ما إذا كانوا يريدون الانضمام إلى باكستان أم الهند.
وقد رفضت الهند، التي لم ترد بعد على تصريح الرئيس مشرف، الانصياع إلى قرارات للأمم المتحدة تدعو لإجراء استفتاء لتسوية النزاع.
وكانت باكستان والهند، وكلاهما أصبح مؤخرا يمتلك قدرات نووية، قد خاضتا حربين من بين ثلاثة حروب بينهما على كشمير.
يذكر أن العلاقات بين إسلام آباد ونيودلهي تحسنت بشكل ملحوظ في الشهور الأخيرة.
عرض بناء
ويتوج عرض الرئيس مشرف سلسلة من تحركات ايجابية من كلا الجانبين بما فيها اتفاق الجيشان الباكستاني والهندي على الالتزام بهدنة بمحاذاة الخط الفاصل في كشمير الذي يعد بمثابة حدود فعلية.
ومن المقرر أن يحضر رئيس الوزراء الهندي آتال بيهاري فاجبايي قمة إقليمية في العاصمة الباكستانية في يناير كانون ثاني المقبل، تعد الأولى من نوعها منذ عام 1999.
وقال ريتشارد باوتشار، المتحدث باسم الخارجية الأمريكية إن هذه الخطوة ستساعد الجانبين على "تحريك عملية السلام"
وقال باوتشر: "نعتقد أن التخلي عن مطلب اجراء استفتاء لتقرير مصير كشمير يعد خطوة بناءة"
ومن جانبه قال الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان انه: "سعيد جدا ومتفائل بالمبادرات الأخيرة من قبل كل من الهند وباكستان"
وأضاف: "انه لن يتم التوصل إلى حل لهذه القضية إلا عبر التعاون وإظهار المرونة وسعة الأفق"
تقسيم كشمير
لكن بالنسبة للجزء الهندي من كشمير فإن ردود الفعل متضاربة.
وقد رحب كثيرون بالخطوة وقالوا إن رد فعل الهند يجب أن يكون ايجابيا.
وقال سيد على شاة جيلاني زعيم الانفصاليين في كشمير: "لن يكون لمبادرة الجنرال مشرف أي معنى إذا لم تتخذ الهند هي الأخرى موقفا حقيقيا"
يأتي هذا في الوقت الذي قالت فيه جماعة مسلحة تدعى جماعة المجاهدين، ان الخطوة التي اتخذها الزعيم الباكستاني "ستضعف كلا من كشمير وباكستان"
بينما شكك آخرون في حق مشرف اتخاذ قرار نيابة عنهم. وقال الدكتور ابينه شيخ لرويترز: "من يكون مشرف؟ ومن أعطاه الحق في تقرير مصيرنا"
تحول مفاجيء
وكان مشرف قد أعلن هذه الخطوة في تصريح لوكالة رويترز ليحدث بذلك تحولا كبيرا في سياسة بلاده تجاه كشمير بعد نصف قرن.
وقال مشرف: "إذا ما أردنا حل هذه القضية فإن كلا الجانبين في حاجة إلى اجراء محادثات بشيء من المرونة حتى يتم التوصل إلى حل وسط"
وأضاف مشرف قائلا: "إن أساس كل شيء، وأساس خفض حركة التمرد .. هو التحرك للأمام على أساس عملية حوار".
وتابع قائلا "إذا لم يجر هذا الحوار السياسي، فمن الفائز ومن الخاسر؟ الخاسرون هم المعتدلون والفائزون هم المتطرفون، وهو ما يحدث حتى الآن".