قال مسؤولون إن المئذنتين المتبقيتين لمرقد الامامين العسكريين في مدينة سامراء شمالي بغداد قد دمرتا إثر انفجار في الساعة التاسعة صباحا بالتوقيت المحلي (الخامسة جرينتش) يوم الاربعاء.
وقد أعلن التلفزيون العراقي الرسمي فرض حظر للتجوال لأجل غير مسمى في بغداد.
ويسري حظر التجوال من الساعة الثالثة بعد الظهر بالتوقيت المحلي اليوم الأربعاء، ويشمل حركة المركبات والتجمعات.
كما قالت مصادر بسامراء إنه تم فرض حظر للتجوال فوري على المدينة تحسبا لأعمال عنف.
ونقلت وكالة رويترز للانباء عن مسؤول حكومي عراقي بارز قوله إن التفجير يعتبر "خبرا سيئا جدا بالنسبة للعراق".
تحذير من استهداف مساجد
وقد أتهم رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي القاعدة وأنصار صدام حسين بالهجوم على المرقد الشيعي.
توقفت حركة المرور مع الإسراع بالرجوع قبل حظر التجوال
|
وقال المالكي في حديث تلفزيوني إنه يعتقد أن مساجد أخرى قد تستهدف، وحث قوات الأمن على تشديد إجراءاتها حول تلك الأماكن.
وقال حزب الدعوة الذي ينتمي إليه المالكي إن القاعدة تسعى "لحرق العراق بنيران الفتنة الطائفية"، مطالبا بإجراء تحقيق فوري.
غير أن المالكي أضاف أيضا أنه أمر باعتقال كافة قوات الأمن التي كانت مسؤولة عن حماية المرقد.
وكان المرقد قد اصيب باضرار بليغة في شهر فبراير شباط 2006 اثر هجوم بالمتفجرات ادى الى هدم قبته. وقد اعقبت ذلك الهجوم موجة من اعمال القتل الطائفي راح ضحيتها الآلاف.
يذكر ان المرقد وضع منذ ذلك الهجوم تحت حماية القوات العراقية المشددة، وقد وقع تفجير اليوم بالرغم من تواجد رجال الشرطة في الموقع.
 |
المرقد الشريف هو رمز مقدس ولكن ماذا عن الدم العراقي المستباح أليس هو الاقدس؟
|
وقد أدن المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني الهجوم ووصفه بـ"الجريمة البشعة" وحث الناس على "عدم السير على درب الطائفية"، حسبما قال مكتبه.
ومن ناحية أخرى، دعا الزعيم الشيعي مقتدى الصدر لثلاثة أيام حدادا على تدمير المرقد.
وأعلنت الكتلة الصدرية تعليق مشاركتها في البرلمان العراقي عقب الهجوم.
وجاء ذلك عقب بيان أصدره مقتدى الصدر من النجف جنوبي بغداد، داعيا إلى مظاهرات سلمية، ومناشدا ضبط النفس.
حالة طوارئ
وقد تم إعلان حالة الطوارئ في النجف، التي تضم مرقد الإمام علي.
كما تم إرسال فريق من خبراء المفرقعات من الشرطة العراقية إلى المرقد لتحديد سبب الانفجارات.
يذكر أن سامراء تعد معقلا سنيا وقد كانت في بؤرة هجمات المسلحين ضد القوات الأمريكية فضلا عن الحكومة العراقية التي يهيمن عليها الشيعة، وهجمات أخرى.
نسفت التفجيرات أحد أهم مراقد الشيعة في العراق

|
وقد التقى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي على الفور مع قائد القوات الأمريكية في العراق لطلب إرسال تعزيزات لكبح العنف المحتمل بين الشيعة والسنة.
كما اجتمع المالكي بكبار المسؤولين الأمنيين الأمريكيين والعراقيين، فضلا عن السفير الأمريكي.
وقد تدفعت قوات أمن إضافية إلى الشوارع، غير أن أعضاء الميليشيات الشيعية الغاضبين سبقوا قوات الأمن.
وقالت الشرطة العراقية إن مسجدا سنيا نسف شرقي العاصمة بغداد.
وكانت الحكومة العراقية وجهات أخرى قد حملت تنظيم القاعدة مسؤولية الهجوم الذي تعرض له الضريح عام 2006، وتم اعتقال عناصر من التنظيم في وقت لاحق.
ونقلت وكالة أسوشييتدبرس للأنباء عن مسؤول مقرب من المالكي قوله إن مسلحي القاعدة تدفقوا مؤخرا على سامراء من المناطق المحيطة.
 |
حقائق عن مرقد الإمامين
أحد أربعة مراقد شيعية رئيسية في العراق
يضم قبري إمامين من الأئمة الاثني عشر لدى الشيعة - وهما الإمامان علي الهادي وحسن العسكري
شيد أول مرة خلال القرنين العاشر والحادي عشر
دمرت المئذنتان الذهبيتان وارتفاعهما 36 مترا في يونيو/حزيران 2007
نسفت القبة الذهبية وارتفاعها 68 مترا في فبراير/شباط 2006
|
واستشهد المسؤول، الذي رفض الكشف عن اسمه، بـ"تقارير استخبارية".
وقال عماد ناجي، صاحب أحد المحال على مقربة من المرقد إن الانفجارات القوية هزت المدينة، وتصاعد الغبار في السماء.
وأضاف شاهد العيان "بعد أن خمد الغبار، لم أر المئذنتين، فسارعت بإغلاق المحل والعودة للبيت".
وفي أعقاب انفجارات الأربعاء، أطلقت الشرطة في محيط المرقد الرصاص في الهواء لإبعاد الشيعة الغاضبين الذين احتشدوا للتظاهر خارجه.
اشتباك
وكانت وكالة الانباء الفرنسية قد نقلت عن احد الشهود قوله إن قوة امن جديدة استلمت مهمة حماية المرقد الثلاثاء.
وقال إن القوة الجديدة ارسلت من بغداد لاستلام المهمة، الا ان نزاعا مسلحا نشب بينها وبين القوة السابقة التي كانت من تكريت.
ويعد المرقد من أقدس الأماكن لدى المسلمين الشيعة، ويحوي رفات الإمامين العاشر والحادي عشر من أئمة الشيعة، ويعتبران من سلالة النبي محمد.
وكان الإمام علي الهادي قد توفي عام 868 ميلادية وتوفي ابنه الإمام حسن العسكري عام 874.
ويحمل مرقد الإمامين العسكريين أهمية روحية ضخمة للشيعة في مختلف أنحاء العالم، وقد اجتذب ملايين الوافدين إليه عبر القرون.
وكانت المئذنتان اللتان دمرتا الأربعاء قد نجتا من التفجير الضخم الذي استهدف القبة الذهبية الشهيرة في شباط/فبراير العام الماضي.
AA-R,F,A/SF-OL,W,R,A,F