بهذا يكون شيراك قد طوى 40 عاما من العمل السياسي
|
أعلن الرئيس الفرنسي جاك شيراك مساء اليوم الأحد أنه لن يترشح لولاية ثالثة بعد أكثر من أربعين سنة على الساحة السياسية.
وقبل ستة أسابيع من الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية ألقى شيراك من قصر الاليزيه خطابا متلفزا رسميا وأعلن عن عدم خوضه للسباق الرئاسي القادم.
وكانت فرنسا تترقب أن يؤكد شيراك (74 سنة) تقاعده بعد 12 سنة في قيادة الدولة لاسيما وان الفرنسيين قاموا على ما يبدو بطي صفحته السياسية حيث فضل ثلاثة أرباعهم عدم ترشحه مجددا.
ومن المنتظر أن تدور المعركة الرئاسية القادمة على خلافة شيراك بين اليميني نيكولا ساركوزي والاشتراكية سيغولين روايال وفرنسوا بايرو من تيار الوسط.
وقبل إلقاء شيراك لخطابه، قال ساركوزي أن رأي شيراك - الذي تنتهي ولايته في منتصف ليل السادس عشر من مايو/أيار المقبل - "سيكون له وقع ما" على الفرنسيين.
من هو شيراك؟
ولد شيراك عام 1932 وتولى أول منصب حكومي وهو في الخامسة والثلاثين من العمر في عهد الجنرال ديغول.
وتولى مرتين رئاسة الوزراء كما كان عمدة لباريس طوال 18 سنة وهزم في الانتخابات الرئاسية عامي 1981 و1988.
 |
شيراك: مسيرة سياسية حافلة
ولد عام 1932 وتولى أول منصب حكومي وعمره 35 في عهد الجنرال ديغول
تولى مرتين رئاسة الوزراء كما كان عمدة لباريس طوال 18 سنة
تمكن من دخول قصر الاليزيه عام 1995 خلفا لميتران قبل إعادة انتخابه عام 2002 بنسبة 82%
|
وفي آخر المطاف تمكن من دخول قصر الاليزيه عام 1995 خلفا للاشتراكي فرانسوا ميتران قبل إعادة انتخابه عام 2002 بنسبة 82% من الأصوات متغلبا على زعيم اليمين المتطرف جان ماري لوبن.
ويعتبر مناصرو شيراك معارضته الحرب الأميركية على العراق عام 2003، أحد أكبر انتصاراته على صعيد السياسة الخارجية.
كما ويعتبر المرشح الرئاسي بايرو أن "شغل شيراك الشاغل كان باستمرار تفادي حدوث تمزق للفرنسيين" وكان "صوتا مشرفا" لفرنسا في الخارج.
وكتب المؤرخ مشال وينوك ان جاك شيراك "عمر في السلطة لكنه كان رجل الفترات القصيرة انتصر في معارك انتخابية لكنه خسر الاهم وهو ان يتحول الى باني للمستقبل".
احب فيه الفرنسيون شخصيته الودودة الحانية وحيويته التي تأثرت الى حد ما بإصابته بمشكلة في أوعية الدماغ عام 2005.
وشكل شغفه بيخنة رأس البقر والبيرة وعالم الريف جزءا من شخصيته.
انتقد خصومه مواقفه المتقلبة حتى أن رئيس الوزراء السابق ريمون بار وصفه "بفارس الانتهازية".
فقد تحول من مناصر للتيار العمالي على الطريقة الفرنسية خلال السبعينيات الى الليبرالية على طريقة رونالد ريغان قبل ان يعد عام 1995 بردم "الهوة الاجتماعية" لينسى العديد من وعوده بعد ذلك.
وتخلل ولايته الاخيرة تراجع النفوذ الفرنسي في اوروبا ورفض المصادقة على الدستور الاوروبي في استفتاء عام 2005.
لكن الجميع يعترف لشيراك بقناعات قوية مثل رفضه اليمين المتطرف وكفاحه ضد معاداة السامية.
وتنسب حاليا لشيراك الرغبة في إنشاء مؤسسة للدفاع عن البيئة والتضامن مع الدول الفقيرة.