ذكرت الشرطة المصرية أن مسلما كان من بين العشرين قتيلا الذين سقطوا في أحداث العنف الطائفي التي وقعت في قرية الكشح بجنوب مصر

وقد تم التعرف على جثث ثمانية عشر قتيلا من الأقباط، ولا تزال هوية أحد القتلى مجهولة

ويقول شاهد عيان إن آثار الحرائق بدت واضحة على العشرات من متاجر القرية المملوكة للأقباط، وإن الهدوء عم القرية اليوم، حيث لزم أغلبية سكانها البالغ عددهم نحو مئتي ألف، منازلهم

وقد أجريت اليوم الثلاثاء مراسم دفن القتلى بالقرية

وكانت أعمال العنف قد نشبت إثر خلاف في متجر في القرية يوم الجمعة الماضي. وقد أسفرت عن مقتل عشرين شخصا، بينما أصيب أربعة وأربعون بجراح، طبقا لتصريحات وزارة الداخلية المصرية. وذكر أن فريقا للتحقيق قد أرسل إلى المنطقة

وقد أضرمت النيران في عشرين مبنى على الأقل وفي عدد من السيارات

تركزت الصدامات في الكشح التي تبعد حوالي 440 كيلومترا جنوبي القاهرة

وقد صرح القس ويصا من قرية البلينا المجاورة، لهيئة الاذاعة البريطانية، بأن عمليات نهب وحرق مساكن ومتاجر المسيحيين قد انتشرت إلى 4 قرى أخرى بحلول يوم الإثنين

وقد عزلت قرية الكشح، وتقول السلطات المصرية إن الوضع الآن هادئ ومسيطر عليه

وفرض حظر التجول على المنطقة، وقررت السلطات المصرية إجراء تحقيق في الأحداث

خلاف مالي

وتقول مراسلتنا في القاهرة كارولين هولي، إن المواجهات الأخيرة تعتبر أخطر أحداث عنف طائفي تشهدها المنطقة منذ أشهر عديدة

وتقول إحدى الروايات إن صاحب متجر مسيحي رفض الاعتذار لزبون مسلم، فأطلق عليه الأخير النار، وأصاب ثلاثة من المارة

وأوردت بعض التقارير أن التاجر يدعى راشد فاهم، وأنه قتل في أحداث العنف

وقال الأسقف ويصا إن البنادق استخدمت من قبل من وصفهم بالبرابرة، لمهاجمة مساكن ومتاجر المسيحيين، بعد صلاة يوم الأحد

استهداف المتاجر المسيحية

وقال شهود عيان إن عددا كبيرا من المتاجر والمكاتب المملوكة لمسيحيين، دمرت، وإن قوات الأمن فتحت نيران أسلحتها في محاولة لتفريق الهائجين، مما حدا ببعضهم إلى الرد بالمثل

وقد فرضت السلطات المصرية حظر التجول في محاولة للسيطرة على الوضع، لكن القتال تصاعد ثانية عندما سمح للسكان بالتجول في نهاية الأسبوع

الكشح بؤرة توتر

استرعت الكشح الانتباه الدولي للمرة الأولى في عام 1998، عندما اتهمت جماعة مصرية تعنى بحقوق الانسان الشرطة باعتقال مئات الأقباط وتعذيب العديد منهم أثناء تحقيقها في جريمة قتل اثنين من المسيحيين

وعبرت الجماعة عن اعتقادها بأن الشرطة وقتها كانت تريد إلصاق التهمة بأحد الأقباط لتجنب تصعيد حدة التوتر بين المسلمين والمسيحيين