فيريتي مورفي
مراسل بي بي سي نيوز اونلاين
فقط جيش المهدي المئات خلال أسبوع من الاشتباكات
|
عرض الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر انسحاب قواته من مدينة النجف المقدسة بشرط خروج القوات الأمريكية منها.
وتقاتل قوات الصدر التي يطلق عليها اسم جيش المهدي قوات التحالف في مدن جنوب العراق منذ أوائل أبريل/نيسان.
لكن على الرغم من اسمهم إلا أنهم ليسوا جيشا بالمعنى التقليدي.
ويصفهم المحللون بمجموعات من المتطوعين المسلحين لم تحصل على التدريب الكافي.
وهم عبارة عن مجموعة غير منظمة بما يعطي إشارة واضحة لما سيحدث لهم بعد خروجهم من النجف.
وقال جوست هيلترمان، مدير مجموعة الأزمات الدولية التي تأخذ من عمان مقرا لها والتي أجرت دراسة على ميليشا المهدي لبي بي سي: "بحوزة العديد من العراقيين أسلحة لدرجة أن كل عائلة تحوز سلاحا وهؤلاء الأشخاص ليسوا أكثر من شيعة مسلحين قادمين من مناطق حضرية".
وأضاف: "وحيث أنهم ليسوا جيشا حقيقيا فإنهم لا يمتلكون أشياء تحتاج للتفكيك. ويتمثل ما يستطيعون القيام به فقط في العودة إلى منازلهم ووظائفهم مع الاحتفاظ بأسلحتهم".
وطبقا لما ذكره هيلترمان فإن مقاتلي جيش مهدي من بين أفقر سكان العراق الشيعة: "إنهم المحرومون من الحقوق المدنية والمطرودون. يشعرون بأنهم لم يفوزوا بالكثير من الاطاحة بصدام حسين والإحتلال الأمريكي ومن ثم فإنهم يرون أن اتباع مقتدى الصدر هو المخرج الوحيد لهم."
هواة
ويعتقد أن عدد أفراد جيش مهدي الذين اشتركوا أيضا في القتال الدائر في مدينة كربلاء المقدسة، كان أقل من 10 آلاف مقاتل عندما بدأ التمرد.
لكنه الآن يفقد الكثير من عناصره. فقد فقدوا مئات المقاتلين في المعارك الضارية مع قوات التحالف تحت القيادة الأمريكية.
ويقول المراقبون إن الخسائر الكبيرة التي تكبدها جيش المهدي أسهمت في قرار الصدر بالتفاوض بشأن هدنة.
وبالنظر إلى إعداد جيش المهدي والتفاوت الكبير بين خسائره وخسائر الأمريكيين فلا نجد أن هذه النتيجة مفاجئة. وذلك على الرغم من أن عددا قليلا من ميليشيا المهدي قد يكونون جنودا سابقين لكن في أغلب الأحيان لم يسبق لأحد منهم أن حصل على تدريب .
وقال هيلترمان: "ليس لهم قيادات حقيقية ولا إنضباط ولا تدريب".
قرار جذري
لكن ما يفتقر إليه جيش المهدي في التدريب يعوضه في العاطفة والولاء لزعيمهم.
أثار اتلاف ضريح الحسين في النجف غضبا عارما
|
وأوضح هيلترمان أن: " مقتدى الصدر يمثل بالنسبة لأغلب أتباعه صوت المطرودين - إنه يمثل صوت طموحاتهم حيث يأملون أن يقودهم إلى وضع اقتصادي أفضل وسلطة سياسية أحسن. بصرف النظر عن تمكنه من تحقيق ذلك أم لا".
وفي محاولة لتحقيق هذه الوعود اتخذ الصدر خطوة مثيرة للجدل بارسال قواته، الذين جاء معظمهم من بغداد إلى مدن العراق المقدسة للقتال فيها.
وقد تسبب هذا في نشوب خلاف بين سكان العراق من الشيعة وهو ما قد يقوض الدعم الذي يتمتع به رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر.
وقال هيلترمان: "يحمل القتال في المدن المقدسة خطرا كبيرا. وسينحى باللائمة بسبب أي ضرر تتعرض له الأضرحة على الولايات المتحدة وهو ما قد يثير حفيظة ليس الشيعة في العراق فقط، لكن في الأماكن الأخرى أيضا - أماكن مثل إيران والبحرين والسعودية ولبنان. كما لو كان هجوما على الفاتيكان".
لكن القطاعات الكبيرة من الجالية الشيعية الساكنة ستلقي باللائمة أيضا على مقتدى الصدر.
توزيع المسؤولية
ويعتقد الكثيرون أن الصدر يثير المشاكل بارساله لقواته إلى النجف وكربلاء حيث يغري القوات الأمريكية على القتال على مسافات قريبة من بعض الأماكن المقدسة في العراق.
وفي كربلاء التي خرجت منها قوات الصدر بعد أسابيع من القتال في المناطق الحضرية شعر الشعب العراقي بالغضب من القتال الدائر، الذي دنس المساجد وأوقف الحج، مصدر الدخل الرئيسي للمدن المقدسة.
وفي محاولة لرصد رد فعل رجل الشارع العراقي حول الأحداث الجارية قال صاحب محل لصحيفة انترناشيونال هيرالد تريبيون الأمريكية: "نلقي باللائمة على كلاهما لأن جيش المهدي يستخدم الأضرحة كدروع".
لكن على الرغم من شعبيتهم المتضائلة وأعدادهم الضئيلة، فإن الولايات المتحدة ستكون حريصة على ضمان عدم إثارة جيش المهدي للمشاكل في المستقبل.
وقال هيلترمان: "لمنع إعادة ظهور جيش المهدي فإن الولايات المتحدة قد تعرض على بعض المقاتلين مناصب في الجيش العراقي الجديد ومن ثم فإنهم لن يضطروا للخروج لكنهم سيظهرون ثانية لكن هذه المرة في شكل مختلف".