القوانين المصرية لا تنص على فرض الرقابة على الإنترنت
|



ألقت الشرطة المصرية القبض على شهدي سرور، نجل الشاعر والمؤلف المسرحي والممثل الراحل نجيب سرور لنشره على شبكة الإنترنت قصيدة مثيرة للجدل كتبها والده منذ نحو ثلاثين عاماً.
وقال محامي شهدي سرور إن موكله الذي يعمل كمصمم لصفحات الإنترنت في صحيفة "الأهرام ويكلي" الأسبوعية الصادرة باللغة الإنجليزية، قد ألقي القبض عليه يوم الخميس لنشره قصيدة والده الذي رحل في عام ثمانية وسبعين.
وقد داهمت قوة من شرطة الآداب منزل شهدي سرور وصادرت جهاز الكمبيوتر الخاص به، وبعض الأقراص المدمجة، وصحف ومجلات روسية، وأشرطة فيديو قالت الشرطة إنها تحتوي على أفلام إباحية.
ووجهت له الشرطة تهمة حيازة مواد إباحية بهدف نشرها وتوزيعها.
وأعلن حافظ أبو سعدة، محامي شهدي سرور، أن الشرطة قررت إطلاق سراحه بكفالة مالية، لكنه ظل محتجزاً رهن التحقيقات حتى مساء الجمعة.
وقال أبو سعدة، إن هذه القضية هي محاكمة لشخص بسبب قصيدة كتبها والده الذي مات قبل أكثر من عشرين عاماً.
يذكر أن نجيب سرور كان قد اعتقل في عهد الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر.
تحذير
وصنف شهدي سرور قصيدة والده على موقعه على الإنترنت على أنها من "شعر الصدمة"، وحذر زوار الموقع من أنها تحتوي على عبارات "قد يعتبرها البعض غير مقبولة أو خارجة".
وكان نجيب سرور قد كتب القصيدة التي أثارت جدلاً واسعاً في الفترة ما بين عامي تسعة وستين وأربعة وسبعين من القرن الماضي.
ولم تنشر القصيدة بسبب شدة عباراتها وما تتضمنه من انتقادات قاسية لأشخاص حملهم نجيب سرور المسؤولية عن هزيمة العرب في حرب يونيو/ حزيران من عام سبعة وستين.
وقد نشر شهدي سرور قصيدة والده على الإنترنت منذ نحو ثلاثة أعوام، ولا تزال القصيدة منشورة.
يذكر أن القوانين المصرية لا تدعو للتحكم فيما ينشر على شبكة الإنترنت، لكن وزارة الداخلية المصرية كلفت أجهزتها مؤخراً بمراقبة الشبكة الدولية للبحث عن المواد "اللاأخلاقية" المنشورة على الشبكة من داخل مصر.
وقال حافظ أبو سعدة: "إن هذا مؤشر خطير للغاية، ويمثل موجة جديدة من المصادرة والرقابة على الأعمال الأدبية على شبكة الإنترنت التي تعد آخر ملاذ لحرية التعبير".
ويذكر أن حافظ أبو سعدة هو أمين عام المنظمة المصرية لحقوق الإنسان.