طالب المحتجون باعتذار الدنمارك والنرويج
|
اقتحمت مجموعة من المسلحين الفلسطينيين الملثمين مقرر الاتحاد الأوروبي في غزة مطالبين باعتذار الدنمارك والنرويج على خلفية نشر صحف في كلا البلدين لرسوم مسيئة للإسلام.
ويأتي هذا التطور ضمن سلسلة من ردود الفعل والاحتجاجات التي تتفاعل على مختلف المستويات منذ الأسبوع الماضي.
وكانت صحيفة "جيلاندز بوستن" الدنماركية قد نشرت في سبتمبر/ أيلول الماضي سلسلة من الرسوم الكاريكاتورية التي تصوّر إحداها النبي محمد (ص) على شكل إرهابي. ثم ظهرت هذه الرسوم في ما بعد في صحيفة نروجية أيضا.
وكانت المملكة العربية السعودية قد سحبت سفيرها من الدنمارك احتجاجا على نشر الصور، واتخذت ليبيا إجراء مشابها.
وقالت وزارة الخارجية الليبية انها قررت اتخاذ اجراءات اقتصادية ضد كوبنهاجن احتجاجا على عدم اتخاذ السلطات الدنماركية إجراء ضد صحيفة "جيلاندز بوستن".
وفي سوريا، أصدرت وزارة الخارجية بيانا جاء فيه ان "سوريا تدين وبشدة التطاول على الرمز الاعلى للامتين العربية والاسلامية".
وأضاف البيان ان سوريا تدعو الحكومة الدنماركية إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لمعاقبة المسيئين وعدم تكرار مثل هذه الإساءات مستقبلا.
كما استدعى وزير الخارجية الأردني عبد الاله الخطيب السفير الدنماركي للاحتجاج.
كذلك دعا البرلمان المصري الحكومة إلى سحب سفيري القاهرة في الدنمارك والنرويج.
أمّا حزب الله اللبناني فوصف الرسوم بأنها "إساءة كبيرة للاسلام".
وفي السياق ذاته، دعا العديد من علماء الدين الكويتيين ونواب البرلمان إلى "وضع حد لمثل هذه الانتهاكات التي تسئ إلى مشاعر المسلمين".
وكان وزراء الخارجية العرب قد أدانوا الحكومة الدنماركية لامتناعها عن اتخاذ إجراء بحق الصحيفة، وأعربوا عن خيبة املهم من منظمات حقوق الانسان الاوروبية التي امتنعت عن اتخاذ موقف حازم إزاء هذه القضية.
تظاهر المسلمون في كوبنهاغن احتجاجا على تصوير الرسول
|
"تفهّم كرزاي"
وفي المقابل قال الرئيس الأفغاني حامد كرزاي عقب محادثات أجراها مع رئيس الوزراء الدنماركي انديرز فوج راسمسن في كوبنهاجان، إن ما قامت به صحيفة دنماركية بنشرها صورا مسيئة للنبي محمد خطأ، لكنه أعرب عن دعمه لموقف الحكومة الدنماركية من القضية.
وأضاف كرزاي يقول: "إن الايضاحات التي قدمها لي (راسمسن) مرضية للغاية لي كمسلم، كما أن الصحيفة صححت خطأها بالاعتذار".
وقال الرئيس الأفغاني إن الصحافة هنا حرة كما هو الحال في أفغانستان الآن، وهناك أمر لا يمكن للنظام السياسي السيطرة عليه".
مقاطعة
هذا وكانت الدنمارك وعدد من الدول الاسلامية قد شهدت تظاهرات احتجاجية عقب نشر الرسوم الكاريكاتورية.
فقد تظاهر المئات في الكويت أمام القنصلية الدنماركية احتجاجا، وطالبوا الحكومة الدنماركية بالاعتذار لكل المسلمين ووقف الاساءة للرسول والدين الاسلامي.
كما حثوا الشعب الكويتي على مقاطعة المنتجات الدنماركية.
وحثت حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين على مقاطعة البضائع الدنماركية.
ودعا مسؤول في الجهاد بغزة الدول العربية والاسلامية إلى اتخاذ موقف صارم ضد التهجم على رسول الله محمد.
وسحب تجار التجزئة في دول الخليج المنتجات الدنماركية من متاجرهم. ووضعت المتاجر الرئيسية في السعودية لافتات مكتوب عليها " لا نبيع المنتجات الدنماركية".
كما أخذ الناس يتبادلون الرسائل النصية عبر الهواتف المحمولة يحثون فيها بعضهم البعض على مقاطعة البضائع الدنماركية.
تسبب هذه الأزمة بخسائر كبيرة للمؤسسات الدنماركية
|
وكانت إحدى أكبر شركات تصنيع الألبان والأجبان في الدنمارك "آرلا" قد وضعت إعلانات في بعض المنشورات الصحفية في الشرق الأوسط السبت في محاولة لكسر مقاطعة المنتجات الدنماركية في الدول العربية.
وقد جاء تحرك "آرلا" بعدما انخفضت نسبة مبيعاتها في المملكة العربية السعودية.
اعتذار الصحيفة
وكانت صحيفة "جيلاندز بوستن" قد اعتذرت عن نشرها لهذه الرسوم لكنها قالت إنها "كانت تمتحن حدود حرية التعبير في المواضيع المتعلقة بالإسلام" وأكدت أن الرسام الذي رسم الكاريكاتير قد هدد بالقتل.
وكان زعماء الجالية الاسلامية في الدنمارك قد قابلوا رئيس الحكومة انديرز فوج راسمسن في شهر يوليو/ تموز الماضي للاحتجاج على الهجوم الذي يتعرض له الدين الاسلامي في الصحف الدنماركية.
وكان رد راسمسن حينها أنه لا يستطيع أن يتحكم بما تنشره الصحف.
وفي غضون ذلك، طلبت النرويج من سفاراتها في الشرق الأوسط أن تنأى بنفسها عن هذه الرسومات التي نشرت في مجلة نرويجية أيضا.