مجدي عبد الهادي
محلل الشؤون العربية في بي بي سي
|
الاخوان يعتبرون ان الشعار يتوافق مع الدستور المصري
|
اشتعل الجدل في مصر حول قضية خلط الدين بالسياسة قبل اقل من اسبوع على بدء الانتخابات التشريعية.
ويريد الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم وعدد من الساسيين العلمانيين منع الاخوان المسلمين من استعمال شعار "الاسلام هو الحل" الذي ترفعه الجماعة منذ عقود.
لكن الاخوان يرفضون التخلي عن رفع هذا الشعار ويقولون انه يتماشى مع الدستور المصري الذي يعتبر الاسلام دين الدولة ومصدرا رئيسيا للتشريع.
في المقابل، يعتبر معارضو هذا الشعار انه يتناول مسألة حساسة يمكن ان تثير نزاعا طائفيا في بلد يضم اقلية مسيحية ذات وزن.
وقد شهدت مدينة الاسكندرية الشهر الماضي، اضطرابات طائفية تعتبر من اسوأ الاحداث التي عرفتها البلاد.
ولا تقتصر قضية خلط الدين بالسياسة على الانتخابات المقبلة فقط، بل تضرب بجذورها عميقا في مسألة الاستقطاب الذي تشهده مصر منذ عقود وخصوصا مع صعود الاخوان المسلمين كقوة المعارضة الرئيسية.
ويتحدث بعض المراقبين عن "اعادة اسلمة مصر" حيث يتزايد دور الاسلام باعتباره المعيار الحصري للسلوك الاجتماعي والسياسي والثقافي.
ليس الاخوان فقط
وبرغم ذلك، لايمكن اعتبار ان الاخوان المسلمين هم "المذنبون" الوحيدون في ما يتعلق بالمزج بين الدين والسياسة.
اذ ان الحزب الوطني الديمقراطي الذي يعتبر نفسه حزبا علمانيا، سبق ان تعرض لاتهامات بمراعاة الحساسيات الدينية للاحتفاظ بقبضته على السلطة.
وتخصص وسائل الاعلام الرسمية التي تخضع لسيطرة الحزب الحاكم، مساحة واسعة من البث للبرامج الدينية، لموازاة التأثير الاشد راديكالية للاسلاميين لكن عددا من المراقبين المعارضين لذلك يعتبرون انها تستخدم لتعزيز الشعور الديني الطاغي في مصر.
وبرغم ان جماعة الاخوان المسلمين ما زالت محظورة قانونا، الا انها تبقى كتلة المعارضة الرئيسية في مجلس الشعب.
وتبدو الجماعة مصممة بقوة على زيادة حصتها من المقاعد في البرلمان المقبل والذي سينبثق عن الانتخابات التي ربما تكون الاشد سخونة في تاريخ مصر.
وقد جاء في التعديل الدستوري الذي اقر العام الحالي ان الاحزاب التي يحق لها التقدم بمرشحين الى الانتخابات الرئاسية المقبل هي تلك التي تحصل على نسبة 10% من المقاعد في مجلسي الشعب والشورى.