بقلم آلان جونستون
مراسل بي بي سي في غزة
|
أصيبت حيوانات كثيرة مع توغل الدبابات في الحديقة
|
من بين ضحايا الغارة الإسرائيلية على مخيم رفح للاجئين حديقة الحيوان المحلية والوحيدة في قطاع غزة.
وربما استغرق الأمر من الجيش الإسرائيلي نحو عشر دقائق لتحويل حديقة الحيوان إلى منطقة خربة حيث حولت الدبابات المنطقة بأسرها إلى ركام وتلال من الحجارة والمعدن.
وكان في حديقة الحيوان نعام وتماسيح وحيوان الكانجرو غير أن الحديقة كانت تفخر بوجود نمر مرقط من النوع الذي موطنه في أمريكا اللاتينية، وهو مفقود الآن.
وقد تصاعدت رائحة تحلل نعامة نافقة تحت الأنقاض.
"حديقة حيوان للمحرومين"
وكان محمد جمعة وشقيقه فاتح قد أمضيا أكثر من عشر سنوات في بناء حديقة حيوان رفح.
كانت الحديقة مزارا هاما في منطقة محرومة
|
ويقول الأخوان إن الحديقة كانت ذات أهمية خاصة حيث كانت متنفسا للأطفال في منطقة من أكثر المناطق المحرومة في قطاع غزة، وكان الأطفال يفدون عليها بالمئات ويحبون مشاهدة الحيوانات بها.
وقد أصيب أحد حيوانات الكانجرو حينما اندفعت الدبابات داخل الحديقة غير أنه نجا من الموت، بينما فر الكانجرو الآخر في مكان ما برفح، وكذلك فرت القرود وأحد الثعابين الكبيرة.
كما تمكن الثعلب من الفرار، ولكن حينما توجه إلى أحد المنازل هاجمه صاحب المنزل الخائف بمنشار، واضطر الطبيب البيطري لاحقا لبتر ساق الحيوان.
وحينما داهمت الدبابات أقفاص الطيور، انطلقت الببغاوات والعصافير الملونة في الهواء. وفي مناطق بعيدة عن رفح بقطاع غزة قال السكان إنهم سمعوا زقزقة طيور لم يعهدوها من قبل.
ويصر الجيش الإسرائيلي على أنه اضطر لإرسال دباباته عبر الحديقة لأن المقاتلين الفلسطينيين فخخوا الطريق الذي يمر بجانب الحديقة.
يذكر أن خمسة جنود إسرائيليين قتلوا في رفح الأسبوع الماضي حينما انفجرت قنبلة على الطريق في ناقلة الجند التي كانوا بها.